إنّ تقفّي أثر المسار النّقدي الغربي والانفتاح على مستجداته وتمثل أطروحاته تنظيرا وإجراء أدى إلى التحوّل في مقاربة الخطاب الأدبي من السّياق إلى النّسق واستوجب الاستعانة بآليّات المناهج الحداثية .

     وعليه فإن الاهتمام بمسألة تحليل الخطاب تفرض اعتياصا في تمثلها وبسطها من حيث تنوع الخطاب عموما والخطاب الأدبي خصوصا بالإضافة إلى تداخل المسألة مع حقول معرفية متنوعة ومتعددة.

 تندرج هذه المحاضرات – مقياس السيميائية المقدّمة لطلبة السنة الأولى ماستر تخصّص لسانيات عامة ل.م.د.- في سياق المقاربة السيميائية، التّي استطاعت أن تقارب المعنى و أن توجّه الاهتمام صوب أهميّة البحث الدّلالي و تقديم وصف له عبر تتبّع انبناء شكل المعنى وطرق تشكّله.

إنّ النظرية السيميائية علم منظّم و تصوّر جامع لمجموعة من الاتجاهات والحقول المعرفية، أفضى بها ذلك إلى أن تتحوّل إلى نسق مترابط و متماسك من الفرضيّات و مجموعا متجانسا من الأدوات الاستكشافية و الآليّات الإجرائية التحليلية و التركيبية كي تقارب عبرها أنساق النصوص و الخطابات كونها تشكّل في المجموع علامات كبرى ودالّة.

 تعدّ السيميائيات حقلا رحبا للمتعدّد الابستيمي المتداخل نتيجة تنوّع أنظمته المعرفية وآلياته التطبيقية، وتخصّصاته المتفرّعة ممّا تمخّض عنه صعوبة تلقّيه في البحث الأكاديمي و كذا بالنسبة للطالب الجامعي ، نظرا لصعوبة تمثّله و ضبطه إضافة إلى أدبيّاته و اصطلاحاته اللغوية و خطاطاته التمثيلية و تصديراته التصوريّة و الإجرائية.

يعد علم الأصوات فرع من فروع علم اللسانيات الحديثة يهتم بدراسة الأصوات اللغوية دراسة علمية مبنية على نتائج العلوم الأخرى التي يتقاطع معها كعلم التشريح وعلم الفيزياء وعلم وظائف الأعضاء والحوسبة وغيرها من العلوم.