ملخص:

     إهتم العلماء الدوليون والأكاديميون في علوم الادارة والاقتصاد والاجتماع والسياسة   ......الخ  وغيرها، على دراسة وتحليل مفهوم الحوكمة  وعلاقتها بمكافحة الفساد، بشتى أنواعه المالي والاداري والاجتماعي، فأصبح هذا الاخير ظاهرة انتشرت بكثرة لها أبعاد منظمة ومهيكلة في العلاقات الرسمية وغير الرسمية في الادارة وأصبح يشكل مشكلة معقدة وأزمة أخلاقية وسلوكية وإجتماعية و قضت على صلاح حياة الانسان وطيب عيشه وسعادته. فأصبح المجتمع حبيس أنانيته والسعي للكسب غير المشروع وغيرها من الانحرافات السلوكية اولاجتماعية، وترك جانبا الرضا والقناعة والتواضع والاعتدال واتباع الصواب من الأخلاق.

   وفي هذا الاطار نحاول  اعطاء دراسة  التحليلية لمفهوم الحوكمة  وأهميتها ومكوناته اومبادئها وعلاقتها بمحاربة مظاهر الفساد المنتشرة  في مجتمعاتنا، وكذلك معالجة مفهوم أخلاقيات المهنة، الذي له علاقة بالحكم الراشد. وهذا وفقا ماجاء به ا لبرنامج المحاضرات النظرية الموجهة لطلبة السنة الثالثة علم الاجتماع، في مقياس الحوكمة وأخلاقيات المهنة،والذي قسم الى ثلاثة محاور رئيسية:

أولا: الحكم الراشد)الحوكمة(: مفهومه ومكوناته ومبادؤه.

ثانيا: ظاهرة الفساد وطرق محاربتها: المفهوم والأنواع والمظاهر واسباب ظهوره وآثاره وطرق

محاربته وعلاجه من طرف الهيئات والمنظمات الدولية والمحلية.

ثالثا: أخلاقيات المهنة: مفهومها وأهدافها وأهميتها ومبادؤها.  ذلك من أجل: توعية الطالب وتحسيسه من خطر الفساد وآثاره السلبية والوخيمة على المجتمع والاقتصاد والدولة.

تحتاج الدراسات الاجتماعية إلى سيرورة منهجية لا غنى فيها عن الاحتكام للواقع المحسوس. فجميع الظواهر والمشكلات التي تثير حفيظة الباحثين، لا يمكن تفسيرها دون إخضاعها لمنطق التجريب والتحليل والتفسير. إلا أن الواقع العلمي في مجال البحوث الاجتماعية بات يلح على ضرورة تدقيق هذا الاتجاه الإمبريقي.

" فالأمبريقية قامت على الاعتقاد السائد بأن الشيء الذي يمكن أن يُجرّب ويُحسّ هو الشيء الوحيد الصادق، وأن الاختبار النهائي للحقيقة العلمية هو التجربة الحسية".