ملخص دروس عبر الخط (مقياس الفكر الخلدوني الموجه للسنة الثانية (ليسانس) علوم الاعلام والاتصال
لقد أنجبت حضارتنا العربية الإسلامية علماء ومفكرين عظماء في جميع فروع المعرفة، وقد تركوا بصماتهم العبقرية في سجل الحضارة العالمية، ولهذا إذا تفقدنا تراثنا العلمي الزاخر فإننا نجد الكثير في هذا التراث ما يجعلنا نعتز به ونفتخر. ونحن بحاجة إلى أن نعرف عطاء أولئك الرجال وننصفهم، وأن نرفع صوتنا بالاعتزاز بهم، لأنهم جزء من تاريخنا، وجزء من تراثنا، وجزء مما نفتخر به. ومن بين هؤلاء نجد العلامة عبد الرحمن بن خلدون والذي يعدّ فكره ليس جزءاً من تراث مضى وانقضى، بل عطاءً معرفياً ما زال قابلاً للحياة.
والعلامة عبد الرحمن بن خلدون، من الشخصيات الخالدة في تاريخ الفكر الإنساني والأدب العربي، فهو يمثل آخر حلقة من سلسلة المفكرين المبدعين في حضارتنا العربية والإسلامية، وفكر العلامة لا تُبْلى جِدّته، ولا يَنْضِبُ معين الحديث عنه. فلا يزال المتأمل له يطلع على جديد فيه، يستحق الوقوف عنده، كما أن درسه وتقصي وجوه حياته والتغلغل قدر المستطاع في بواطنها واجب علمي، يفرضه الوفاء للعلم بحقه، وواجب قومي يفرضه الوفاء للعروبة والإسلام.
للرجل جوانبه الكثيرة وآفاقه العديدة التي تكشف عن عبقرية أصيلة، جعلته من الأعلام البارزة في حياة الإنسانية عامة، بما كُشف من أسرارها، وما اسْتُنبط من قوانينها، وما ابتكره من منهج مهّد به لمن جاء بعده من رجال الفكر. وكذلك في حياة العرب خاصة، وهم الذين ينتمي إليهم، وقد صدر بتكوين شخصيته الخالدة عنهم. ثم هو إلى جانب ذلك، صورة رائعة لا تخفت روعتها للنشاط الإسلامي بما يملك من قدرة فائقة على النفاذ في بواطن الأشياء، وتبين حقائقها، والتحليق في الآفاق المختلفة، وأن يُصْهِر شتى الثقافات في بوتقته، ليطبعها بطابعه، ويسمها بميسمه، ويسبغ عليها خصائص شخصيته، ويوجهها في سبيله.
فمهما كثر الحديث عن ابن خلدون، ومهما يتناوله الدارسون له من البحث والاستقصاء، في كتب يصدرونها، وفصول ينشرونها، ومحاضرات يلقونها، عربية وغير عربية، فإنه قليل بالقياس إلى ما يجب له، وما يقتضيه البحث العلمي، وما تفرضه علينا تبعاتنا إزاء مجدنا العربي والإسلامي، ببعث آثاره، وتجديد ملامحه، والتذكير الدائم به.
إن دراسة ابن خلدون، ليست التخلي عن عصرنا، ولكنها العمل على إنجاح تحليل الأسباب العميقة لأخطر قضايانا الراهنة. وبالفعل، فإن آثار ابن خلدون تضئ مرحلة جد هامة من ماضي البلدان التي تصنف حالياً في عداد البلدان ذات الوضع المتخلف. وأن ابن خلدون، بقيامه في القرن الرابع عشر الميلادي، بتحليل علمي للشروط الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية لشمال افريقية القروسطية، قد طرح بالفعل، كما سنرى، بعضاً من القضايا التاريخية التي هي أساسية. فلقد وصف بــُــنى اجتماعية وسياسية جد معقّدة حدّد تطورها البطء سياقاً تاريخياً طويلاً. إن نتائجها الراهنة لهائلة. وبالفعل، فإن هذه البـــُـــنى، الخاضعة لتأثيرات خارجية، هي أيضاً محددة، قد جعلت السيطرة الكولونيالية ممكنة في القرن التاسع عشر، وهذه أفضت بدورها إلى هذه الحالة الراهنة من التخلف.
وما الدراسات الكثيرة التي أنجزت وتنجز على المستوى العربي والغربي والتي لا زالت تتكاثر إلى يومنا هذا، وهذا الاهتمام الكبير بفكر العلامة ابن خلدون الذي كان ولا يزال، ما هو إلا دليل على أن فكره حيّ ومتجدد، وأن نظرياته في فروع معرفية عديدة لازال يعاد قراءتها في كل مرة، وما وجود ما يسمى بــــــ "الخلدونية الجديدة" وهو ذلك التيار الفكري في فكرنا المعاصر الذي يعمل على تبني أفكار العلامة ابن خلدون وإعادة الاعتبار لهذا الفكر الزاخر وإعادة قراءته من جديد على ضوء مستجدات العصر وقضاياه، والعمل على تحقيق مشروعه الفكري كما تصوره في مؤلفاته، وخاصة كتاب "المقدمة". وإذا كان لكثير من كبار الفلاسفة الغربيين كديكارت وكانط وهيجل وغيرهم أتباع يواصلون تبني أفكارهم والعمل على تطويرها وجعلها مسايرة للعصر، فإن هذا ما حدث مع فيلسوفنا العربي المسلم، إذ نجد هذا التيار الخلدوني الجديد يحاول الإجابة عن الأسئلة التالية: ماذا بقي من فكر ابن خلدون؟ وماذا يعني بالنسبة إلينا؟ وكيف نقرأ في فكره على ضوء ما يطرحه العصر من قضايا وإشكالات ونجعله معاصراً لنا، وكأن فكره لا زال ينبض بالحياة رغم مرور قرون عديدة من تأليفه لكتاب العبر؟
وحول السؤال: ماذا بقي من فكر ابن خلدون؟ يرى المفكر محمد عابد الجابري في كتابه "نحن والتراث" أنه يجب علينا أن نتجاوز بالتحليل والنقد الخلدونية كواقع حضاري ما زال يكبل مجتمعنا، لنحصل على الخلدونية كنظرية مستقبلية تخطط لنهضتنا.
ولقد كان للخلدونية الجديدة امتداد شرقاً وغرباً، وقد وجدت ممثلين لها في الفكر الجزائري المعاصر، فلقد أشاد به المفكر مالك بن نبي في كثير من كتبه، كما نجد الباحث عمار الصغير الذي ألف كتاب حول الفكر الخلدوني كان يحمل عنوان "الفكر العلمي عند ابن خلدون"، كذلك المفكر عبد الله شريط الذي أنجز دراسة قيّمة حول جانب من جوانب الفكر الخلدوني وهي الدراسة التي تحمل عنوان "الفكر الأخلاقي عند ابن خلدون"، كما نجد المفكر والسياسي عبد المجيد مزيان يتطرق إلى جانب آخر من الفكر الخلدوني وهو الجانب الاقتصادي وقد ألف كتابا حول هذا الجانب وحمل عنوان "النظريات الاقتصادية عند ابن خلدون وأسسها من الفكر الإسلامي والواقع المجتمعي دراسة فلسفية واجتماعية"، كما قدّم المفكر عبد الغني مغربي دراسة قيمة حول تأسيس ابن خلدون لعلم الاجتماع، حيث حملت هذه الدراسة عنوان "الفكر الاجتماعي عند ابن خلدون" تطرق فيها إلى تحليل المفاهيم الأساسية في الفكر الخلدوني كمفاهيم "البداوة" و"العصبية" و"الحضارة"، كذلك أنجز الباحث محمد لخضر بن حسين كتاب قيم حول التنظير الاقتصادي لابن خلدون وجعل له عنوان "دراستان في الفكر الاقتصادي عند عبد الرحمن بن خلدون في المقدمة" وكانت الغاية من الدراسة هي إعادة تقدير لتراثنا العلمي والحضاري، وذلك من خلال توجيه تساؤلات عديدة إلى الفكر الاقتصادي الخلدوني والعربي الإسلامي. كما قدم الباحث عبد القادر جغلول دراسات عديدة عن ابن خلدون أهمها دراستين قيمتين هما: الأولى تحمل عنوان "ثلاثة دراسات عن ابن خلدون"، وأما الثانية عنونها بـــ ـ"الإشكاليات التاريخية في علم الاجتماع السياسي عند ابن خلدون"، وكل هذه الدراسات المذكورة آنفاً هي غيض من فيض، ولازال لهذا التيار أتباع يعملون على تجديد الفكر الخلدوني والعمل على جعله راهنياً في فكرنا الجزائري.
ونظراً لأهمية الفكر الخلدوني في فكرنا الجزائري على الأخص، برمج في مناهجنا الدراسية في جامعاتنا في كثير من التخصصات في طور الليسانس أو الماستر، ومن بين التخصصات التي حظيت بدراسة الفكر الخلدوني هو تخصص "السنة الثانية علوم الإعلام والاتصال" ولكن في البرنامج الدراسي لهذا التخصص، وخاصة في السداسي الرابع منه، لا نجد تفصيل لمحتوى هذا المقياس أو تحديد لعناوين المحاضرات، حيث كان المطلوب هو تدريس الفكر الخلدوني من خلال التطرق إلى "الفكر الخلدوني في التاريخ والسياسة والاجتماع والاقتصاد"، لكن مع اطلاعنا على محتوى كتاب "المقدمة" لابن خلدون وقراءتنا لكثير من المراجع المهمة حول الفكر الخلدوني، أنجزت اثنتي عشر محاضرة، تهدف قدر الإمكان الإلمام بالفكر الخلدوني وهي:
.
- المحاضرة الأول: ابن خلدون حياته وعصره
- المحاضرة الثانية: التعريف بالإنتاج العلمي لابن خلدون (شرح محتويات كتاب المقدمة مع بيان قيمتها العلمية والتاريخية)
- المحاضرة الثالثة: من التأريخ إلى علم التاريخ
- المحاضرة الرابعة: فلسفة التاريخ عند ابن خلدون
- المحاضرة الخامسة: علاقة العصبية بالدولة عند ابن خلدون
- المحاضرة السادسة: ابن خلدون وعلم العمران البشري
- المحاضرة السابعة: مفهوم التربية وخصائصها عند ابن خلدون
- المحاضرة الثامنة: الفكر الاقتصادي الخلدوني كما جاء في الباب الخامس من المقدمة بعنوان "في المعاش ووجوه الكسب والصّنائع وما يعرض في ذلك كلّه من الأحوال، وفيه مسائل"
- المحاضرة التاسعة: العلوم العقلية عند ابن خلدون
- المحاضرة العاشرة: الاكتساب اللغوي وقضاياه عند ابن خلدون.
- المحاضرة الحادي عشر: موقف ابن خلدون من إشكالية العقل والنقل
- المحاضرة الثاني عشر: ابن خلدون والعرب
لقد حاولت على مدار هذه المحاضرات الاثنتي عشر أن أقدم وأبسط الفكر الخلدوني لطلبة السنة الثانية علوم الإعلام والاتصال (لسانس)، وأن أجعل هذه المحاضرات تتطرق إلى جوانب عديدة من الفكر الخلدوني، ولا أقول إنني وفقت في الإحاطة بهذا الفكر الموسوعي، حيث لا يزال كثير من الأفكار والمواضيع في المقدمة تحتاج إلى تسليط الضوء عليها وإطلاع طلبتنا عليها وعلى أهميتها، وجعل هذه الأفكار والآراء الخلدونية مواكبة لنا.
الكلمات المفتاحية: البداوة، الحضر، العصبية، التعاقب الدور للحضارات، التاريخ، العرب
- Teacher: hadj bendahmane
ملخص دروس عبر الخط (مقياس الفكر الخلدوني الموجه للسنة الثانية (ليسانس) علوم الاعلام والاتصال
لقد أنجبت حضارتنا العربية الإسلامية علماء ومفكرين عظماء في جميع فروع المعرفة، وقد تركوا بصماتهم العبقرية في سجل الحضارة العالمية، ولهذا إذا تفقدنا تراثنا العلمي الزاخر فإننا نجد الكثير في هذا التراث ما يجعلنا نعتز به ونفتخر. ونحن بحاجة إلى أن نعرف عطاء أولئك الرجال وننصفهم، وأن نرفع صوتنا بالاعتزاز بهم، لأنهم جزء من تاريخنا، وجزء من تراثنا، وجزء مما نفتخر به. ومن بين هؤلاء نجد العلامة عبد الرحمن بن خلدون والذي يعدّ فكره ليس جزءاً من تراث مضى وانقضى، بل عطاءً معرفياً ما زال قابلاً للحياة.
والعلامة عبد الرحمن بن خلدون، من الشخصيات الخالدة في تاريخ الفكر الإنساني والأدب العربي، فهو يمثل آخر حلقة من سلسلة المفكرين المبدعين في حضارتنا العربية والإسلامية، وفكر العلامة لا تُبْلى جِدّته، ولا يَنْضِبُ معين الحديث عنه. فلا يزال المتأمل له يطلع على جديد فيه، يستحق الوقوف عنده، كما أن درسه وتقصي وجوه حياته والتغلغل قدر المستطاع في بواطنها واجب علمي، يفرضه الوفاء للعلم بحقه، وواجب قومي يفرضه الوفاء للعروبة والإسلام.
للرجل جوانبه الكثيرة وآفاقه العديدة التي تكشف عن عبقرية أصيلة، جعلته من الأعلام البارزة في حياة الإنسانية عامة، بما كُشف من أسرارها، وما اسْتُنبط من قوانينها، وما ابتكره من منهج مهّد به لمن جاء بعده من رجال الفكر. وكذلك في حياة العرب خاصة، وهم الذين ينتمي إليهم، وقد صدر بتكوين شخصيته الخالدة عنهم. ثم هو إلى جانب ذلك، صورة رائعة لا تخفت روعتها للنشاط الإسلامي بما يملك من قدرة فائقة على النفاذ في بواطن الأشياء، وتبين حقائقها، والتحليق في الآفاق المختلفة، وأن يُصْهِر شتى الثقافات في بوتقته، ليطبعها بطابعه، ويسمها بميسمه، ويسبغ عليها خصائص شخصيته، ويوجهها في سبيله.
فمهما كثر الحديث عن ابن خلدون، ومهما يتناوله الدارسون له من البحث والاستقصاء، في كتب يصدرونها، وفصول ينشرونها، ومحاضرات يلقونها، عربية وغير عربية، فإنه قليل بالقياس إلى ما يجب له، وما يقتضيه البحث العلمي، وما تفرضه علينا تبعاتنا إزاء مجدنا العربي والإسلامي، ببعث آثاره، وتجديد ملامحه، والتذكير الدائم به.
إن دراسة ابن خلدون، ليست التخلي عن عصرنا، ولكنها العمل على إنجاح تحليل الأسباب العميقة لأخطر قضايانا الراهنة. وبالفعل، فإن آثار ابن خلدون تضئ مرحلة جد هامة من ماضي البلدان التي تصنف حالياً في عداد البلدان ذات الوضع المتخلف. وأن ابن خلدون، بقيامه في القرن الرابع عشر الميلادي، بتحليل علمي للشروط الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية لشمال افريقية القروسطية، قد طرح بالفعل، كما سنرى، بعضاً من القضايا التاريخية التي هي أساسية. فلقد وصف بــُــنى اجتماعية وسياسية جد معقّدة حدّد تطورها البطء سياقاً تاريخياً طويلاً. إن نتائجها الراهنة لهائلة. وبالفعل، فإن هذه البـــُـــنى، الخاضعة لتأثيرات خارجية، هي أيضاً محددة، قد جعلت السيطرة الكولونيالية ممكنة في القرن التاسع عشر، وهذه أفضت بدورها إلى هذه الحالة الراهنة من التخلف.
وما الدراسات الكثيرة التي أنجزت وتنجز على المستوى العربي والغربي والتي لا زالت تتكاثر إلى يومنا هذا، وهذا الاهتمام الكبير بفكر العلامة ابن خلدون الذي كان ولا يزال، ما هو إلا دليل على أن فكره حيّ ومتجدد، وأن نظرياته في فروع معرفية عديدة لازال يعاد قراءتها في كل مرة، وما وجود ما يسمى بــــــ "الخلدونية الجديدة" وهو ذلك التيار الفكري في فكرنا المعاصر الذي يعمل على تبني أفكار العلامة ابن خلدون وإعادة الاعتبار لهذا الفكر الزاخر وإعادة قراءته من جديد على ضوء مستجدات العصر وقضاياه، والعمل على تحقيق مشروعه الفكري كما تصوره في مؤلفاته، وخاصة كتاب "المقدمة". وإذا كان لكثير من كبار الفلاسفة الغربيين كديكارت وكانط وهيجل وغيرهم أتباع يواصلون تبني أفكارهم والعمل على تطويرها وجعلها مسايرة للعصر، فإن هذا ما حدث مع فيلسوفنا العربي المسلم، إذ نجد هذا التيار الخلدوني الجديد يحاول الإجابة عن الأسئلة التالية: ماذا بقي من فكر ابن خلدون؟ وماذا يعني بالنسبة إلينا؟ وكيف نقرأ في فكره على ضوء ما يطرحه العصر من قضايا وإشكالات ونجعله معاصراً لنا، وكأن فكره لا زال ينبض بالحياة رغم مرور قرون عديدة من تأليفه لكتاب العبر؟
وحول السؤال: ماذا بقي من فكر ابن خلدون؟ يرى المفكر محمد عابد الجابري في كتابه "نحن والتراث" أنه يجب علينا أن نتجاوز بالتحليل والنقد الخلدونية كواقع حضاري ما زال يكبل مجتمعنا، لنحصل على الخلدونية كنظرية مستقبلية تخطط لنهضتنا.
ولقد كان للخلدونية الجديدة امتداد شرقاً وغرباً، وقد وجدت ممثلين لها في الفكر الجزائري المعاصر، فلقد أشاد به المفكر مالك بن نبي في كثير من كتبه، كما نجد الباحث عمار الصغير الذي ألف كتاب حول الفكر الخلدوني كان يحمل عنوان "الفكر العلمي عند ابن خلدون"، كذلك المفكر عبد الله شريط الذي أنجز دراسة قيّمة حول جانب من جوانب الفكر الخلدوني وهي الدراسة التي تحمل عنوان "الفكر الأخلاقي عند ابن خلدون"، كما نجد المفكر والسياسي عبد المجيد مزيان يتطرق إلى جانب آخر من الفكر الخلدوني وهو الجانب الاقتصادي وقد ألف كتابا حول هذا الجانب وحمل عنوان "النظريات الاقتصادية عند ابن خلدون وأسسها من الفكر الإسلامي والواقع المجتمعي دراسة فلسفية واجتماعية"، كما قدّم المفكر عبد الغني مغربي دراسة قيمة حول تأسيس ابن خلدون لعلم الاجتماع، حيث حملت هذه الدراسة عنوان "الفكر الاجتماعي عند ابن خلدون" تطرق فيها إلى تحليل المفاهيم الأساسية في الفكر الخلدوني كمفاهيم "البداوة" و"العصبية" و"الحضارة"، كذلك أنجز الباحث محمد لخضر بن حسين كتاب قيم حول التنظير الاقتصادي لابن خلدون وجعل له عنوان "دراستان في الفكر الاقتصادي عند عبد الرحمن بن خلدون في المقدمة" وكانت الغاية من الدراسة هي إعادة تقدير لتراثنا العلمي والحضاري، وذلك من خلال توجيه تساؤلات عديدة إلى الفكر الاقتصادي الخلدوني والعربي الإسلامي. كما قدم الباحث عبد القادر جغلول دراسات عديدة عن ابن خلدون أهمها دراستين قيمتين هما: الأولى تحمل عنوان "ثلاثة دراسات عن ابن خلدون"، وأما الثانية عنونها بــــ"الإشكاليات التاريخية في علم الاجتماع السياسي عند ابن خلدون"، وكل هذه الدراسات المذكورة آنفاً هي غيض من فيض، ولازال لهذا التيار أتباع يعملون على تجديد الفكر الخلدوني والعمل على جعله راهنياً في فكرنا الجزائري.
ونظراً لأهمية الفكر الخلدوني في فكرنا الجزائري على الأخص، برمج في مناهجنا الدراسية في جامعاتنا في كثير من التخصصات في طور الليسانس أو الماستر، ومن بين التخصصات التي حظيت بدراسة الفكر الخلدوني هو تخصص "السنة الثانية علوم الإعلام والاتصال" ولكن في البرنامج الدراسي لهذا التخصص، وخاصة في السداسي الرابع منه، لا نجد تفصيل لمحتوى هذا المقياس أو تحديد لعناوين المحاضرات، حيث كان المطلوب هو تدريس الفكر الخلدوني من خلال التطرق إلى "الفكر الخلدوني في التاريخ والسياسة والاجتماع والاقتصاد"، لكن مع اطلاعنا على محتوى كتاب "المقدمة" لابن خلدون وقراءتنا لكثير من المراجع المهمة حول الفكر الخلدوني، أنجزت اثنتي عشر محاضرة، تهدف قدر الإمكان الإلمام بالفكر الخلدوني وهي:
.
- المحاضرة الأول: ابن خلدون حياته وعصره
- المحاضرة الثانية: التعريف بالإنتاج العلمي لابن خلدون(شرح محتويات كتاب المقدمة مع بيان قيمتها العلمية والتاريخية)
- المحاضرة الثالثة: من التأريخ إلى علم التاريخ
- المحاضرة الرابعة: فلسفة التاريخ عند ابن خلدون
- المحاضرة الخامسة: علاقة العصبية بالدولة عند ابن خلدون
- المحاضرة السادسة: ابن خلدون وعلم العمران البشري
- المحاضرة السابعة: مفهوم التربية وخصائصها عند ابن خلدون
- المحاضرة الثامنة: الفكر الاقتصادي الخلدوني كما جاء في الباب الخامس من المقدمة بعنوان "في المعاش ووجوه الكسب والصّنائع وما يعرض في ذلك كلّه من الأحوال، وفيه مسائل"
- المحاضرة التاسعة: العلوم العقلية عند ابن خلدون
- المحاضرة العاشرة: الاكتساب اللغوي وقضاياه عند ابن خلدون.
- المحاضرة الحادي عشر: موقف ابن خلدون من إشكالية العقل والنقل
- المحاضرة الثاني عشر: ابن خلدون والعرب
لقد حاولت على مدار هذه المحاضرات الاثنتي عشر أن أقدم وأبسط الفكر الخلدوني لطلبة السنة الثانية علوم الإعلام والاتصال (لسانس)، وأن أجعل هذه المحاضرات تتطرق إلى جوانب عديدة من الفكر الخلدوني، ولا أقول إنني وفقت في الإحاطة بهذا الفكر الموسوعي، حيث لا يزال كثير من الأفكار والمواضيع في المقدمة تحتاج إلى تسليط الضوء عليها وإطلاع طلبتنا عليها وعلى أهميتها، وجعل هذه الأفكار والآراء الخلدونية مواكبة لنا.
الكلمات المفتاحية:البداوة، الحضر، العصبية، التعاقب الدور للحضارات، التاريخ، العرب
- Teacher: hadj bendahmane
يهدف هذا المساق إلى تعريف الطالب بأبجديات التحرير والكتابة الصحفية في الإذاعة والتلفزيون، معرجا على مختلف الفنون والقوالب المعتمدة في ذلك، زيادة على التعريف بكيفية إعداد وتقديم البرامج والنشرات الإخبارية في الإذاعة وفي التلفزيون.
- Teacher: abdellah hanader
هذا المقياس موجه لطلبة السنة الثانية علوم الإعلام والاتصال، هذا المقياس الخاص بالسداسي الثاني نهدف من خلاله إلى تدريب الطلبة على كيفية تصميم أهم أدوات البحث وجمع البيانات الخصاصة ببحوث علوم الإعلام والاتصال، وأيضا نهدف إلى تدريب الطلبة على كيفية تحليل البيانات وتصنيفها وتفسيرها وصياغتها على شكل نتائج بحثية.
- Teacher: djamel boussif
يهدف المقياس الى تدريب الطلبة على الانخراط في متابعة الاحداث الوطنية والدولية بصفة مستمرة، عبر كافة الوسائل الاعلامية ، المكتوبة، المسموعة، المرئية، وكذا وسائط التواصل الاجتماعي.
- كما يهدف المقياس من زاوية ثانية الى تزويد الطالب بمعرفة واضحة حول وظائف ومهام مختلف المؤسسات العمومية والدولية وطريقة اشتغالها. وحثه على تكوين آراء ومواقف حول مختلف القضيا .وهذا من خلال فتح نقاش وحوار يبدي من خلاله الطالب رؤيته، مما يساعده على بناء مواقف وتصورات رصينة حول ما يطرح من قضايا على الصعيد الوطني والدولي.
- Teacher: mohamed benali
لقد أنجبت حضارتنا العربية الإسلامية علماء ومفكرين عظماء في جميع فروع المعرفة، وقد تركوا بصماتهم العبقرية في سجل الحضارة العالمية، ولهذا إذا تفقدنا تراثنا العلمي الزاخر فإننا نجد الكثير في هذا التراث ما يجعلنا نعتز به ونفتخر. ونحن بحاجة إلى أن نعرف عطاء أولئك الرجال وننصفهم، وأن نرفع صوتنا بالاعتزاز بهم، لأنهم جزء من تاريخنا، وجزء من تراثنا، وجزء مما نفتخر به. ومن بين هؤلاء نجد العلامة عبد الرحمن بن خلدون والذي يعدّ فكره ليس جزءاً من تراث مضى وانقضى، بل عطاءً معرفياً ما زال قابلاً للحياة.
والعلامة عبد الرحمن بن خلدون، من الشخصيات الخالدة في تاريخ الفكر الإنساني والأدب العربي هو يمثل آخر حلقة من سلسلة المفكرين المبدعين في حضارتنا العربية والإسلامية، وفكر العلامة لا تبلى جِدّته، ولا ينضب معين الحديث عنه. فلا يزال المتأمل له يطلع على جديد فيه، يستحق الوقوف عنده، كما أن درسه وتقصي وجوه حياته والتغلغل قدر المستطاع في بواطنها واجب علمي، يفرضه الوفاء للعلم بحقه، وواجب قومي يفرضه الوفاء للعروبة والإسلام.
للرجل جوانبه الكثيرة وآفاقه العديدة التي تكشف عن عبقرية أصيلة، جعلته من الأعلام البارزة في حياة الإنسانية عامة، بما كُشف من أسرارها، وما استنبط من قوانينها، وما ابتكره من منهج مهّد به لمن جاء بعده من رجال الفكر. وكذلك في حياة العرب خاصة، وهم الذين ينتمي إليهم، وقد صدر بتكوين شخصيته الخالدة عنهم. ثم هو إلى جانب ذلك، صورة رائعة لا تخفت روعتها للنشاط الإسلامي بما يملك من قدرة فائقة على النفاذ في بواطن الأشياء، وتبين حقائقها، والتحليق في الآفاق المختلفة، أن يصهر شتى الثقافات في بوتقته، ليطبعها بطابعه، ويسمها بميسمه، ويسبغ عليها خصائص شخصيته، ويوجهها في سبيله.
فمهما كثر الحديث عن ابن خلدون، ومهما يتناوله الدارسون به من البحث والاستقصاء، في كتب يصدرونها، وفصول ينشرونها، ومحاضرات يلقونها، عربية وغير عربية، فإنه قليل بالقياس إلى ما يجب له، وما يقتضيه البحث العلمي، وما تفرضه علينا تبعاتنا إزاء مجدنا العربي والإسلامي، ببعث آثاره، وتجديد ملامحه، والتذكير الدائم به.
إن دراسة ابن خلدون، ليست التخلي عن عصرنا، ولكنها العمل على إنجاح تحليل الأسباب العميقة لأخطر قضايانا الراهنة. وبالفعل، فإن آثار ابن خلدون تضئ مرحلة جد هامة من ماضي البلدان التي تصنف حالياً في عداد البلدان ذات الوضع المتخلف. وأن ابن خلدون، بقيامه في القرن الرابع عشر الميلادي، بتحليل علمي للشروط الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية لشمال افريقية القروسطية، قد طرح بالفعل، كما سنرى، بعضاً من القضايا التاريخية التي هي أساسية. فلقد وصف بــُــنى اجتماعية وسياسية جد معقّدة حدّد تطورها البطء سياقاً تاريخياً طويلاً. إن نتائجها الراهنة لهائلة. وبالفعل، فإن هذه البـــُـــنى، الخاضعة لتأثيرات خارجية، هي أيضاً محددة، قد جعلت السيطرة الكولونيالية ممكنة في القرن التاسع عشر، وهذه أفضت بدورها إلى هذه الحالة الراهنة من التخلف.
وما الدراسات الكثيرة التي أنجزت وتنجز على المستوى العربي والغربي والتي لا زالت تتكاثر إلى يومنا هذا، وهذا الاهتمام الكبير بفكره العلامة ابن خلدون الذي كان ولا يزال، ما هو إلا دليل على أن فكره حيّ ومتجدد، وأن نظرياته في فروع معرفية عديدة لازال يعاد قراءتها في كل مرة، وما وجود ما يسمى بــــــ "الخلدونية الجديدة" وهو ذلك التيار الفكري في فكرنا المعاصر الذي يعمل على تبني أفكار العلامة ابن خلدون وإعادة الاعتبار لهذا الفكر الزاخر وإعادة قراءته من جديد على ضوء مستجدات العصر وقضاياه، العمل على تحقيق مشروعه الفكري كما تصوره في مؤلفاته، وخاصة كتاب "المقدمة". وإذا كان لكثير من كبار الفلاسفة الغربيين كديكارت وكانط وهيجل وغيرهم أتباع يواصلون تبني أفكارهم والعمل على تطويرها وجعلها مسايرة للعصر، فإن هذا ما حدث مع فيلسوفنا العربي المسلم، إذ نجد هذا التيار الخلدوني الجديد يحاول الإجابة عن الأسئلة التالية: ماذا بقي من فكر ابن خلدون؟ وماذا يعني بالنسبة إلينا؟ وكيف نقرأ في فكره على ضوء ما يطرحه العصر من قضايا وإشكالات ونجعله معاصراً لنا، وكأن فكره لا زال ينبض بالحياة رغم مرور قرون عديدة من تأليفه لكتاب العبر؟
وحول السؤال: ماذا بقي من فكر ابن خلدون؟ يرى المفكر محمد عابد الجابري في كتابه "نحن والتراث" أنه يجب علينا أن نتجاوز بالتحليل والنقد الخلدونية كواقع حضاري ما زال يكبل مجتمعنا، لنحصل على الخلدونية كنظرية مستقبلية تخطط لنهضتنا[1].
ولقد كان للخلدونية الجديدة امتداد شرقاً وغرباً، وقد وجدت ممثلين لها في الفكر الجزائري المعاصر، فلقد أشاد به المفكر مالك بن نبي في كثير من كتبه، كما نجد الباحث عمار الصغير الذي ألف كتاب حول الفكر الخلدوني كان يحمل عنوان "الفكر العلمي عند ابن خلدون"، كذلك المفكر عبد الله شريط الذي أنجز دراسة قيمة حول جانب من جوانب الفكر الخلدوني وهي الدراسة التي تحمل عنوان "الفكر الأخلاقي عند ابن خلدون"، كما نجد المفكر والسياسي عبد المجيد مزيان يتطرق إلى جانب آخر من الفكر الخلدوني وهو الجانب الاقتصادي وقد ألف كتابا حول هذا الجانب وحمل عنوان "النظريات الاقتصادية عند ابن خلدون وأسسها من الفكر الإسلامي والواقع المجتمعي دراسة فلسفية واجتماعية"، كما قدّم المفكر عبد الغني مغربي دراسة قيمة حول تأسيس ابن خلدون لعلم الاجتماع، حيث حملت هذه الدراسة عنوان "الفكر الاجتماعي عند ابن خلدون" تطرق فيها إلى تحليل المفاهيم الأساسية في الفكر الخلدوني كمفاهيم "البداوة" و"العصبية" و"الحضارة"، كلك أنجز الباحث محمد لخضر بن حسين كتاب قيم حول التنظير الاقتصادي لابن خلدون وجعل له عنوان "دراستان في الفكر الاقتصادي عند عبد الرحمن بن خلدون في المقدمة" وكانت الغاية من الدراسة هي إعادة تقدير لتراثنا العلمي والحضاري، وذلك من خلا توجيه تساؤلات عديدة إلى الفكر الاقتصادي الخلدوني والعربي الإسلامي. كما اهتم الباحث عبد القادر جغلول دراسات عديدة عن ابن خلدون أهمها دراستين قيمتين هما: الأولى تحمل عنوان "ثلاثة دراسات عن ابن خلدون"، وأما الثانية عنونها بــ ــ"الإشكاليات التاريخية في علم الاجتماع السياسي عند ابن خلدون"، وكل هذه الدراسات المذكورة آنفاً هي غيض من فيض، ولازال لهذا التيار أتباع يعملون على تجديد الفكر الخلدوني والعمل على جعله راهنياً في فكرنا الجزائري.
ونظراً لأهمية الفكر الخلدوني في فكرنا الجزائري على الأخص، برمج في مناهجنا الدراسية في جامعاتنا في كثير من التخصصات في طور الليسانس أو الماستر، ومن بين التخصصات التي حضيت بدراسة الفكر الخلدوني هو تخصص "السنة الثانية علوم الإعلام والاتصال" ولكن في البرنامج الدراسي لهذا التخصص، وخاصة في السداسي الرابع منه، لا نجد تفصيل لمحتوى هذا المقياس أو تحديد لعناوين المحاضرات، حيث كان المطلوب هو تدريس الفكر الخلدوني من خلال التطرق إلى "الفكر الخلدوني في التاريخ والسياسة والاجتماع والاقتصاد"، لكن مع اطلاعنا على محتوى كتاب "المقدمة" لابن خلدون وقراءتنا لكثير من المراجع المهمة حول الفكر الخدلوني، حاولت أن أنجز محاضرات تحاول قدر الإمكان الإلمام بالفكر الخلدوني، حيث وعلى مدار اثنتا عشر محاضرة وهي:
المحاضرة الأول: ابن خلدون حياته وعصره
المحاضرة الثانية: التعريف بالإنتاج العلمي لابن خلدون (شرح محتويات كتاب المقدمة مع بيان قيمتها العلمية والتاريخية)
المحاضرة الثالثة: من التأريخ إلى علم التاريخ
المحاضرة الرابعة: فلسفة التاريخ عند ابن خلدون
المحاضرة الخامسة: علاقة العصبية بالدولة عند ابن خلدون
المحاضرة السادسة: ابن خلدون وعلم العمران البشري
المحاضرة السابعة: مفهوم التربية وخصائصها عند ابن خلدون
المحاضرة الثامنة: الفكر الاقتصادي الخلدوني كما جاء في الباب الخامس من المقدمة بعنوان "في المعاش ووجوه الكسب والصّنائع وما يعرض في ذلك كلّه من الأحوال، وفيه مسائل"
المحاضرة التاسعة: العلوم العقلية عند ابن خلدون
المحاضرة العاشرة: الاكتساب اللغوي وقضاياه عند ابن خلدون.
المحاضرة الحادي عشر: موقف ابن خلدون من إشكالية العقل والنقل
المحاضرة الثاني عشر: ابن خلدون والعرب
لقد حاولت على مدار هذه المحاضرات الاثنتى عشر أن أقدم وابسط الفكر الخلدوني لطلبة السنة الثانية علوم الإعلام والاتصال (لسانس)، وأن أجعل هذه المحاضرات تتطرق إلى جوانب عديدة من الفكر الخلدوني، ولا أقول إنني وفقت في الإحاطة بهذا الفكر الموسوعي، حيث لا يزال كثير من الأفكار والمواضيع في المقدمة تحتاج إلى تسليط الضوء عليها وإطلاع طلبتنا عليها وعلى أهميهتا، وجعلها هذه الأفكار والآراء الخدلونية مواكبة لنا.
- Teacher: hadj bendahmane
لقد أنجبت حضارتنا العربية الإسلامية علماء ومفكرين عظماء في جميع فروع المعرفة، وقد تركوا بصماتهم العبقرية في سجل الحضارة العالمية، ولهذا إذا تفقدنا تراثنا العلمي الزاخر فإننا نجد الكثير في هذا التراث ما يجعلنا نعتز به ونفتخر. ونحن بحاجة إلى أن نعرف عطاء أولئك الرجال وننصفهم، وأن نرفع صوتنا بالاعتزاز بهم، لأنهم جزء من تاريخنا، وجزء من تراثنا، وجزء مما نفتخر به. ومن بين هؤلاء نجد العلامة عبد الرحمن بن خلدون والذي يعدّ فكره ليس جزءاً من تراث مضى وانقضى، بل عطاءً معرفياً ما زال قابلاً للحياة.
والعلامة عبد الرحمن بن خلدون، من الشخصيات الخالدة في تاريخ الفكر الإنساني والأدب العربي هو يمثل آخر حلقة من سلسلة المفكرين المبدعين في حضارتنا العربية والإسلامية، وفكر العلامة لا تبلى جِدّته، ولا ينضب معين الحديث عنه. فلا يزال المتأمل له يطلع على جديد فيه، يستحق الوقوف عنده، كما أن درسه وتقصي وجوه حياته والتغلغل قدر المستطاع في بواطنها واجب علمي، يفرضه الوفاء للعلم بحقه، وواجب قومي يفرضه الوفاء للعروبة والإسلام.
للرجل جوانبه الكثيرة وآفاقه العديدة التي تكشف عن عبقرية أصيلة، جعلته من الأعلام البارزة في حياة الإنسانية عامة، بما كُشف من أسرارها، وما استنبط من قوانينها، وما ابتكره من منهج مهّد به لمن جاء بعده من رجال الفكر. وكذلك في حياة العرب خاصة، وهم الذين ينتمي إليهم، وقد صدر بتكوين شخصيته الخالدة عنهم. ثم هو إلى جانب ذلك، صورة رائعة لا تخفت روعتها للنشاط الإسلامي بما يملك من قدرة فائقة على النفاذ في بواطن الأشياء، وتبين حقائقها، والتحليق في الآفاق المختلفة، أن يصهر شتى الثقافات في بوتقته، ليطبعها بطابعه، ويسمها بميسمه، ويسبغ عليها خصائص شخصيته، ويوجهها في سبيله.
فمهما كثر الحديث عن ابن خلدون، ومهما يتناوله الدارسون به من البحث والاستقصاء، في كتب يصدرونها، وفصول ينشرونها، ومحاضرات يلقونها، عربية وغير عربية، فإنه قليل بالقياس إلى ما يجب له، وما يقتضيه البحث العلمي، وما تفرضه علينا تبعاتنا إزاء مجدنا العربي والإسلامي، ببعث آثاره، وتجديد ملامحه، والتذكير الدائم به.
إن دراسة ابن خلدون، ليست التخلي عن عصرنا، ولكنها العمل على إنجاح تحليل الأسباب العميقة لأخطر قضايانا الراهنة. وبالفعل، فإن آثار ابن خلدون تضئ مرحلة جد هامة من ماضي البلدان التي تصنف حالياً في عداد البلدان ذات الوضع المتخلف. وأن ابن خلدون، بقيامه في القرن الرابع عشر الميلادي، بتحليل علمي للشروط الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية لشمال افريقية القروسطية، قد طرح بالفعل، كما سنرى، بعضاً من القضايا التاريخية التي هي أساسية. فلقد وصف بــُــنى اجتماعية وسياسية جد معقّدة حدّد تطورها البطء سياقاً تاريخياً طويلاً. إن نتائجها الراهنة لهائلة. وبالفعل، فإن هذه البـــُـــنى، الخاضعة لتأثيرات خارجية، هي أيضاً محددة، قد جعلت السيطرة الكولونيالية ممكنة في القرن التاسع عشر، وهذه أفضت بدورها إلى هذه الحالة الراهنة من التخلف.
وما الدراسات الكثيرة التي أنجزت وتنجز على المستوى العربي والغربي والتي لا زالت تتكاثر إلى يومنا هذا، وهذا الاهتمام الكبير بفكره العلامة ابنخلدون الذي كان ولا يزال، ما هو إلا دليل على أن فكره حيّ ومتجدد، وأن نظرياته في فروع معرفية عديدة لازال يعاد قراءتها في كل مرة، وما وجود ما يسمى بــــــ "الخلدونية الجديدة" وهو ذلك التيار الفكري في فكرنا المعاصر الذي يعمل على تبني أفكار العلامة ابن خلدون وإعادة الاعتبار لهذا الفكر الزاخر وإعادة قراءته من جديد على ضوء مستجدات العصر وقضاياه، العمل على تحقيق مشروعه الفكري كما تصوره في مؤلفاته، وخاصة كتاب "المقدمة". وإذا كان لكثير من كبار الفلاسفة الغربيين كديكارت وكانط وهيجل وغيرهم أتباع يواصلون تبني أفكارهم والعمل على تطويرها وجعلها مسايرة للعصر، فإن هذا ما حدث مع فيلسوفنا العربي المسلم، إذ نجد هذا التيار الخلدوني الجديد يحاول الإجابة عن الأسئلة التالية: ماذا بقي من فكر ابنخلدون؟ وماذا يعني بالنسبة إلينا؟ وكيف نقرأ في فكره على ضوء ما يطرحه العصر من قضايا وإشكالات ونجعله معاصراً لنا، وكأن فكره لا زال ينبض بالحياة رغم مرور قرون عديدة من تأليفه لكتاب العبر؟
وحول السؤال: ماذا بقي من فكر ابن خلدون؟ يرى المفكر محمد عابد الجابري في كتابه "نحن والتراث" أنه يجب علينا أن نتجاوز بالتحليل والنقد الخلدونية كواقع حضاري ما زال يكبل مجتمعنا، لنحصل على الخلدونية كنظرية مستقبلية تخطط لنهضتنا[1].
ولقد كان للخلدونية الجديدة امتداد شرقاً وغرباً، وقد وجدت ممثلين لها في الفكر الجزائري المعاصر، فلقد أشاد به المفكر مالك بن نبي في كثير من كتبه، كما نجد الباحث عمار الصغير الذي ألف كتاب حول الفكر الخلدوني كان يحمل عنوان "الفكر العلمي عند ابن خلدون"، كذلك المفكر عبد الله شريط الذي أنجز دراسة قيمة حول جانب من جوانب الفكر الخلدوني وهي الدراسة التي تحمل عنوان "الفكر الأخلاقي عند ابن خلدون"، كما نجد المفكر والسياسي عبد المجيد مزيان يتطرق إلى جانب آخر من الفكر الخلدوني وهو الجانب الاقتصادي وقد ألف كتابا حول هذا الجانب وحمل عنوان "النظريات الاقتصادية عند ابن خلدون وأسسها من الفكر الإسلامي والواقع المجتمعي دراسة فلسفية واجتماعية"، كما قدّم المفكر عبد الغني مغربي دراسة قيمة حول تأسيس ابن خلدون لعلم الاجتماع، حيث حملت هذه الدراسة عنوان "الفكر الاجتماعي عند ابن خلدون" تطرق فيها إلى تحليل المفاهيم الأساسية في الفكر الخلدوني كمفاهيم "البداوة" و"العصبية" و"الحضارة"، كلك أنجز الباحث محمد لخضر بن حسين كتاب قيم حول التنظير الاقتصادي لابن خلدون وجعل له عنوان "دراستان في الفكر الاقتصادي عند عبد الرحمن بن خلدون في المقدمة" وكانت الغاية من الدراسة هي إعادة تقدير لتراثنا العلمي والحضاري، وذلك من خلا توجيه تساؤلات عديدة إلى الفكر الاقتصادي الخلدوني والعربي الإسلامي. كما اهتم الباحث عبد القادر جغلول دراسات عديدة عن ابن خلدون أهمها دراستين قيمتين هما: الأولى تحمل عنوان "ثلاثة دراسات عن ابن خلدون"، وأما الثانية عنونها بــ ــ"الإشكاليات التاريخية في علم الاجتماع السياسي عند ابن خلدون"، وكل هذه الدراسات المذكورة آنفاً هي غيض من فيض، ولازال لهذا التيار أتباع يعملون على تجديد الفكر الخلدوني والعمل على جعله راهنياً في فكرنا الجزائري.
ونظراً لأهمية الفكر الخلدوني في فكرنا الجزائري على الأخص، برمج في مناهجنا الدراسية في جامعاتنا في كثير من التخصصات في طور الليسانس أو الماستر، ومن بين التخصصات التي حضيت بدراسة الفكر الخلدوني هو تخصص "السنة الثانية علوم الإعلام والاتصال" ولكن في البرنامج الدراسي لهذا التخصص، وخاصة في السداسي الرابع منه، لا نجد تفصيل لمحتوى هذا المقياس أو تحديد لعناوين المحاضرات، حيث كان المطلوب هو تدريس الفكر الخلدوني من خلال التطرق إلى "الفكر الخلدوني في التاريخ والسياسة والاجتماع والاقتصاد"، لكن مع اطلاعنا على محتوى كتاب "المقدمة" لابن خلدون وقراءتنا لكثير من المراجع المهمة حول الفكر الخدلوني، حاولت أن أنجز محاضرات تحاول قدر الإمكان الإلمام بالفكر الخلدوني، حيث وعلى مدار اثنتا عشر محاضرة وهي:
المحاضرة الأول: ابن خلدون حياته وعصره
المحاضرة الثانية: التعريف بالإنتاج العلمي لابن خلدون (شرح محتويات كتاب المقدمة مع بيان قيمتها العلمية والتاريخية)
المحاضرة الثالثة: من التأريخ إلى علم التاريخ
المحاضرة الرابعة: فلسفة التاريخ عند ابن خلدون
المحاضرة الخامسة: علاقة العصبية بالدولة عند ابن خلدون
المحاضرة السادسة: ابن خلدون وعلم العمران البشري
المحاضرة السابعة: مفهوم التربية وخصائصها عند ابن خلدون
المحاضرة الثامنة: الفكر الاقتصادي الخلدوني كما جاء في الباب الخامس من المقدمة بعنوان "في المعاش ووجوه الكسب والصّنائع وما يعرض في ذلك كلّه من الأحوال، وفيه مسائل"
المحاضرة التاسعة: العلوم العقلية عند ابن خلدون
المحاضرة العاشرة: الاكتساب اللغوي وقضاياه عند ابن خلدون.
المحاضرة الحادي عشر: موقف ابن خلدون من إشكالية العقل والنقل
المحاضرة الثاني عشر: ابن خلدون والعرب
لقد حاولت على مدار هذه المحاضرات الاثنتى عشر أن أقدم وابسط الفكر الخلدوني لطلبة السنة الثانية علوم الإعلام والاتصال (لسانس)، وأن أجعل هذه المحاضرات تتطرق إلى جوانب عديدة من الفكر الخلدوني، ولا أقول إنني وفقت في الإحاطة بهذا الفكر الموسوعي، حيث لا يزال كثير من الأفكار والمواضيع في المقدمة تحتاج إلى تسليط الضوء عليها وإطلاع طلبتنا عليها وعلى أهميهتا، وجعلها هذه الأفكار والآراء الخدلونية مواكبة لنا.
[1]- محمد عابد الجابري، نحن والتراث قراءة معاصرة في تراثنا الفلسفي، المركز الثقافي العربي، بيروت، لبنان، ط6، 1993، ص 309.
لقد أنجبت حضارتنا العربية الإسلامية علماء ومفكرين عظماء في جميع فروع المعرفة، وقد تركوا بصماتهم العبقرية في سجل الحضارة العالمية، ولهذا إذا تفقدنا تراثنا العلمي الزاخر فإننا نجد الكثير في هذا التراث ما يجعلنا نعتز به ونفتخر. ونحن بحاجة إلى أن نعرف عطاء أولئك الرجال وننصفهم، وأن نرفع صوتنا بالاعتزاز بهم، لأنهم جزء من تاريخنا، وجزء من تراثنا، وجزء مما نفتخر به. ومن بين هؤلاء نجد العلامة عبد الرحمن بن خلدون والذي يعدّ فكره ليس جزءاً من تراث مضى وانقضى، بل عطاءً معرفياً ما زال قابلاً للحياة.
والعلامة عبد الرحمن بن خلدون، من الشخصيات الخالدة في تاريخ الفكر الإنساني والأدب العربي هو يمثل آخر حلقة من سلسلة المفكرين المبدعين في حضارتنا العربية والإسلامية، وفكر العلامة لا تبلى جِدّته، ولا ينضب معين الحديث عنه. فلا يزال المتأمل له يطلع على جديد فيه، يستحق الوقوف عنده، كما أن درسه وتقصي وجوه حياته والتغلغل قدر المستطاع في بواطنها واجب علمي، يفرضه الوفاء للعلم بحقه، وواجب قومي يفرضه الوفاء للعروبة والإسلام.
للرجل جوانبه الكثيرة وآفاقه العديدة التي تكشف عن عبقرية أصيلة، جعلته من الأعلام البارزة في حياة الإنسانية عامة، بما كُشف من أسرارها، وما استنبط من قوانينها، وما ابتكره من منهج مهّد به لمن جاء بعده من رجال الفكر. وكذلك في حياة العرب خاصة، وهم الذين ينتمي إليهم، وقد صدر بتكوين شخصيته الخالدة عنهم. ثم هو إلى جانب ذلك، صورة رائعة لا تخفت روعتها للنشاط الإسلامي بما يملك من قدرة فائقة على النفاذ في بواطن الأشياء، وتبين حقائقها، والتحليق في الآفاق المختلفة، أن يصهر شتى الثقافات في بوتقته، ليطبعها بطابعه، ويسمها بميسمه، ويسبغ عليها خصائص شخصيته، ويوجهها في سبيله.
فمهما كثر الحديث عن ابن خلدون، ومهما يتناوله الدارسون به من البحث والاستقصاء، في كتب يصدرونها، وفصول ينشرونها، ومحاضرات يلقونها، عربية وغير عربية، فإنه قليل بالقياس إلى ما يجب له، وما يقتضيه البحث العلمي، وما تفرضه علينا تبعاتنا إزاء مجدنا العربي والإسلامي، ببعث آثاره، وتجديد ملامحه، والتذكير الدائم به.
إن دراسة ابن خلدون، ليست التخلي عن عصرنا، ولكنها العمل على إنجاح تحليل الأسباب العميقة لأخطر قضايانا الراهنة. وبالفعل، فإن آثار ابن خلدون تضئ مرحلة جد هامة من ماضي البلدان التي تصنف حالياً في عداد البلدان ذات الوضع المتخلف. وأن ابن خلدون، بقيامه في القرن الرابع عشر الميلادي، بتحليل علمي للشروط الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية لشمال افريقية القروسطية، قد طرح بالفعل، كما سنرى، بعضاً من القضايا التاريخية التي هي أساسية. فلقد وصف بــُــنى اجتماعية وسياسية جد معقّدة حدّد تطورها البطء سياقاً تاريخياً طويلاً. إن نتائجها الراهنة لهائلة. وبالفعل، فإن هذه البـــُـــنى، الخاضعة لتأثيرات خارجية، هي أيضاً محددة، قد جعلت السيطرة الكولونيالية ممكنة في القرن التاسع عشر، وهذه أفضت بدورها إلى هذه الحالة الراهنة من التخلف.
وما الدراسات الكثيرة التي أنجزت وتنجز على المستوى العربي والغربي والتي لا زالت تتكاثر إلى يومنا هذا، وهذا الاهتمام الكبير بفكره العلامة ابنخلدون الذي كان ولا يزال، ما هو إلا دليل على أن فكره حيّ ومتجدد، وأن نظرياته في فروع معرفية عديدة لازال يعاد قراءتها في كل مرة، وما وجود ما يسمى بــــــ "الخلدونية الجديدة" وهو ذلك التيار الفكري في فكرنا المعاصر الذي يعمل على تبني أفكار العلامة ابن خلدون وإعادة الاعتبار لهذا الفكر الزاخر وإعادة قراءته من جديد على ضوء مستجدات العصر وقضاياه، العمل على تحقيق مشروعه الفكري كما تصوره في مؤلفاته، وخاصة كتاب "المقدمة". وإذا كان لكثير من كبار الفلاسفة الغربيين كديكارت وكانط وهيجل وغيرهم أتباع يواصلون تبني أفكارهم والعمل على تطويرها وجعلها مسايرة للعصر، فإن هذا ما حدث مع فيلسوفنا العربي المسلم، إذ نجد هذا التيار الخلدوني الجديد يحاول الإجابة عن الأسئلة التالية: ماذا بقي من فكر ابنخلدون؟ وماذا يعني بالنسبة إلينا؟ وكيف نقرأ في فكره على ضوء ما يطرحه العصر من قضايا وإشكالات ونجعله معاصراً لنا، وكأن فكره لا زال ينبض بالحياة رغم مرور قرون عديدة من تأليفه لكتاب العبر؟
وحول السؤال: ماذا بقي من فكر ابن خلدون؟ يرى المفكر محمد عابد الجابري في كتابه "نحن والتراث" أنه يجب علينا أن نتجاوز بالتحليل والنقد الخلدونية كواقع حضاري ما زال يكبل مجتمعنا، لنحصل على الخلدونية كنظرية مستقبلية تخطط لنهضتنا[1].
ولقد كان للخلدونية الجديدة امتداد شرقاً وغرباً، وقد وجدت ممثلين لها في الفكر الجزائري المعاصر، فلقد أشاد به المفكر مالك بن نبي في كثير من كتبه، كما نجد الباحث عمار الصغير الذي ألف كتاب حول الفكر الخلدوني كان يحمل عنوان "الفكر العلمي عند ابن خلدون"، كذلك المفكر عبد الله شريط الذي أنجز دراسة قيمة حول جانب من جوانب الفكر الخلدوني وهي الدراسة التي تحمل عنوان "الفكر الأخلاقي عند ابن خلدون"، كما نجد المفكر والسياسي عبد المجيد مزيان يتطرق إلى جانب آخر من الفكر الخلدوني وهو الجانب الاقتصادي وقد ألف كتابا حول هذا الجانب وحمل عنوان "النظريات الاقتصادية عند ابن خلدون وأسسها من الفكر الإسلامي والواقع المجتمعي دراسة فلسفية واجتماعية"، كما قدّم المفكر عبد الغني مغربي دراسة قيمة حول تأسيس ابن خلدون لعلم الاجتماع، حيث حملت هذه الدراسة عنوان "الفكر الاجتماعي عند ابن خلدون" تطرق فيها إلى تحليل المفاهيم الأساسية في الفكر الخلدوني كمفاهيم "البداوة" و"العصبية" و"الحضارة"، كلك أنجز الباحث محمد لخضر بن حسين كتاب قيم حول التنظير الاقتصادي لابن خلدون وجعل له عنوان "دراستان في الفكر الاقتصادي عند عبد الرحمن بن خلدون في المقدمة" وكانت الغاية من الدراسة هي إعادة تقدير لتراثنا العلمي والحضاري، وذلك من خلا توجيه تساؤلات عديدة إلى الفكر الاقتصادي الخلدوني والعربي الإسلامي. كما اهتم الباحث عبد القادر جغلول دراسات عديدة عن ابن خلدون أهمها دراستين قيمتين هما: الأولى تحمل عنوان "ثلاثة دراسات عن ابن خلدون"، وأما الثانية عنونها بــ ــ"الإشكاليات التاريخية في علم الاجتماع السياسي عند ابن خلدون"، وكل هذه الدراسات المذكورة آنفاً هي غيض من فيض، ولازال لهذا التيار أتباع يعملون على تجديد الفكر الخلدوني والعمل على جعله راهنياً في فكرنا الجزائري.