تاريخ عام

مدخل

    علم الاجتماع والفكر الاجتماعي مفهومان يجب التّمييز بينهما، فعلم الاجتماع: يقصد به عموما العلم الذي يدرس الظواهر والحوادث الاجتماعية دراسة موضوعية تحليلية، الهدف منها استخلاص القوانين التي تخضع لها تلك الظواهر والحوادث. أما الفكر الاجتماعي، فيقُصد به، الأنشطة والفعاليات والممارسات، وأشكال التفكير البسيط التي عرفتها المجتمعات البشرية، منذ بداية نشأتها، والتي ما لبثت أن تطورت وتنامت بالتدريج، عبر المراحل التاريخية المتعاقبة، وشكلت في نهاية المطاف ما صار يسمى الآن ب (علم الاجتماع).

تعريف الفكر

يعرف الفكر على أنه مجموعة من النظريات والمبادئ والآراء التي توصل إليها عقل الإنسان في حقب زمنية معينة، من أجل التعامل مع الأحداث والوقائع التي تواجهه. كما يعرف الفكر أيضا بأنه عبارة عن وظيفة عقلية تهدف إلى تحفيز الدماغ لفهم واستقراء البيئة المحيطة به، حتى يستطيع تغيير ما كان مبهما عنده ومجهولا إلى معلوم ومعروف.

ومن المفاهيم أيضا التي عرّف بها الفكر بأنه جهد بشري قد يصيب وقد يخطأ، وعلى هذا الأساس فهو لا يتصف بالقدسية، ولكنه يقترب من الصواب ويبتعد عن الخطأ إذا إلى عقل صريح.

طبيعة الفكر الاجتماعي في المراحل البدائية

- إن الإنسان مخلوق فريد، استطاع بفضل ما وهبه الله من قوى عقلية وبدنية أن يطور من حياته ويعبر عن واقعه وكان دائم يطمح للارتقاء والتطور لذلك كان الفكر ملازما للوجود الإنساني.

- مال الإنسان منذ وجوده إلى الاجتماع بأخيه الإنسان، وقد عبر الفلاسفة عن ذلك بأن الإنسان مدني بطبعه، فقد عاش الإنسان في إطار جماعة من البشر وقد حدث الاجتماع في البداية بطريقة عفوية دون قصد أو وعي أو تخطيط، ثم نظمت العملية بالتدريج حتى ظهرت الجماعات الاجتماعية المنظمة التي بدأت بالأسرة التي أخذت تتزايد وتترابط بروابط وثيقة حتى أدت لظهور العشيرة فالقبيلة فالمدينة فالدولة فالأمة.

- كان الفكر الاجتماعي في المرحلة البدائية فكر معيشي، فالإنسان قد شغل في البداية وجوده على الأرض بتوفير حاجاته الأساسية فلد اهتم بكيفية جمع طعامه وإعداد مكان يأوي إليه من حيوانات وظروف الطبيعة القاسية، فصنع ملابس تستره وتحميه من حرارة الشمس وبرودة الجو.

تطلبت هذه الأمور أن يعمل عقله لتدبيرها وتوفيرها، فاستطاع أن يتوصل إلى صيد الحيوانات وتناولها، وجمع الثمار واصطياد الأسماك واستخدام جلود الحيوانات ككساء واتخذ من الكهوف بيوتا ثم استطاع أن يصنع بعض الأدوات لتسهيل معيشته.

- كان الإنسان دائم التأمل والملاحظة للبيئة حوله واستخدام عقله لاكتشاف خصائص الأشياء الموجودة ليستغلها في منفعته، فصنع الأدوات البسيطة من الأخشاب والأحجار وعظام الحيوانات.

- كان لاكتشاف النار نقلة نوعية في تاريخ الإنسان، فقد فتحت أمامه مجالات واسعة للمعرفة، وذلك ما تحدثه النار من تحولات سريعة على المادة ( الطهي) وعندما توصل الإنسان لصنع النار، أدى ذلك إلى اعتزازه بنفسه وبقدراته وتميزه عن كل الكائنات المحيطة به، فقد حول النار من مجرد مادة تبعث على الخوف إلى مادة استخدمها في الطهي والإضاءة ومطاردة الحيوانات أثناء الصيد والتدفئة وأنشطة أخرى.

- تمكن الإنسان من اكتساب معرفة عن الحيوانات التي تحيط به، وذلك من خلال ملاحظاته أثناء الصيد حيث عرف أهم سماتها وجوانب الاستفادة منها وأدى ذلك إلى تمكنه من استئناس العديد منها وتسخيرها لخدمته، فكان الكلب والماعز والأغنام والأبقار والجمال والجياد من أوائل الحيوانات التي قام الإنسان باستئناسها.

- رغم كل هذه المعارف المتعددة أدرك الإنسان أنه غير قادر على فهم الظاهر الطبيعية التي تحيط به وأحس أمامها بالضعف لذلك نسج العديد من الأفكار حول هذه الظواهر وهنا نشأت الأسطورة في تاريخ الفكر الاجتماعي.

- تصور الإنسان أن هناك قوى غير منظورة تؤثر في الأشياء ولابد من استرضائها والخضوع لها حيث لا تسبب له أضرارا , ومن أجل استرضائها كان يقوم ببعض الطقوس والشعائر مثل تقديم القرابين وذبح الأضاحي ( بداية التدين)

قائمة المراجع

- نبيل عبد الحميد الجبار، تاريخ الفكر الاجتماعي،  (2009)

-  أحمد طاهر. دراسات في الفلسفة السياسية

- مروة كريم، الفكر العربي وتحولات العصر (2006)

- محمد علي محمد، تاريخ علم الاجتماع: الرواد والاتجاهات المعاصرة، دار المعرفة  الجامعية، الاسكندرية، 1985

- أحمد الخشاب. التفكير الاجتماعي دراسة تكميلية للنظرية الاجتماعية. دار النهضة العربية، بيروت، 1981

- عبد الهادي محمد والي، تاريخ التفكير الاجتماعي، منتدى سور الأزبكية، 2006

- عزة أحمد صيام، تاريخ الفكر الاجتماعي، جامعة نبها، 2012