مقدمة

دوافع المقاولاتية

منهج المقاولاتية

المقاول والنظام الاقتصادي

انشاء المؤسسات وتجديد النسيج الاقتصادي

إنشاء إعادة الانتاج

التقليد إنشاء

إنشاء الابداع/الابتكار

الابتكار:

مفهوم التدمير الخالق لشيومبتر

مرتكزات الابتكار الغير متوقع، التناقض بين الواقع والمأمول، التغيرات الديمغرافية، المعارف

العلمية

أمثلة

خلق مناصب العمل

 

مقدمة:

إن التسارع المستمر للتحولات وبالخصوص منها التكنولوجية، تطور التوازنات الاجتماعية، هشاشة الوظائف بالراتب في المؤسسات الكبرى، الرغبة في الحصول على عمل يتوافق مع قيم الشخص، الطموح في الاستقلالية كلها قوى تدفع عد كبير من الرجال والنساء إلنشاء مؤسسات خاصة تكون بمثابة بديل للوظائف المأجورة في هذا السياق فإن معظم الجامعات ومدارس التجارة أدرجت ضمن مناهجها التعليمية دروسا تعالج السلوك المقاولاتي بمختلف جوانبه: خلق وإنشاء المؤسسة، تطوير المؤسسات الفتية، المقاولاتية الجماعية، استرجاع مؤسسة، المقاولاتية التنظيمية وغيرها. ومن ناحية أخرى فإن المقاول يلعب دورا مهما في تطور النظام الاقتصادي فهو في معظم الأحيان من يقف وراءا الإبتكارات، ينشئ مؤسسات ويوفر مناصب عمل ويساهم في تجديد وإعادة هيكلة النسيج الاقتصادي. المقاول هو المبتكر الذي يأتي بالتدمير الخالق 1935) (SCHUMPETER, كل هذا سلط عليه الضوء في نهاية السبعينات من القرن الماضي من طرف أوكتاف جيلينيي 1978) Gélinier (Octave الذي ركز على مساهمات المقاولاتية في الاقتصاد بحيث يقول: "إن الدول، املهن، المؤسسات التي تطبق المقاولاتية هي التي تبتكر وتتطور." إن احصائيات النمو الاقتصادي، المبادلات الدولية، براءات الاختراع والابتكارات في الثلاثين سنة الماضية كلها تؤكد هذا الاتجاه.

 

.2 إنشاء المؤسسات وتجديد النسيج الاقتصادي:

يمكن تعريف انشاء مؤسسة على أنه: "ظهور وحدة قانونية مستغلة ليس لها سابق سلف، بمعنى أن انشاء المؤسسة بالضرورة البد أن يصاحبه وضع وسائل انتاج جديدة." هذا التعريف يندرج ضمن ما يسمى الانشاء التام إلا أنه في إطار المقاولاتية يضاف إلى ذلك إعادة بعث مؤسسة بعد فترة توقف (réactivation

entreprise) d’une ويضاف كذلك الاستحواذ على مؤسسة d’entreprise) reprises (les الذي يخص شراء مؤسسة كانت تعاني من صعوبات. كل هذه العمليات من شأنها تجديد النسيج الاقتصادي للبلد وإعطائه الديناميكية اللازمة. وحسب درجة التغير الذي يحدثه انشاء المؤسسة في محيطها الاقتصادي يمكن تقسيم انشاء المؤسسة إلى عدة أنواع:

 

إنشاء إعادة اإلنتاج reproduction) حزينCréation

ويكون مستوى عدم التأكد منخفضا incertitude) .(Faible إن انشاء إعادة الانتاج هو عبارة عن القيام بما تم القيام به من يتميز هذا النوع من انشاء املؤسسات بضعف كثافة التغيير الذي يتم احداثه في المحيط الاقتصادي.

انشاء التقليد imitation) حزينCréation

في هذه الحالة تكون كثافة التجديد بالنسبة للمحيط الاقتصادي ضعيفة ولكن التغير بالنسبة للفرد

 

 

المقاول يكون كبيرا بحيث سيحاول منشئ المؤسسة وضع وتطوير مؤسسة باستخدام تركيبة (formule) موضوعة مسبقا (وموضوعة بإحكام) إال أنه ال يتوفر على املوارد والكفاءات المطلوبة وبالتالي عليه أن يتقدم بطريقة معتبرة وذلك حسب درجة تعقيد المهنة أو المجال وكذا المعارف المطلوب اكتسابها.

مستوى عدم التأكد يعتمد على مدى سرعة قدرة املنش ئ على اكتساب املعارف، الكفاءات واملوارد الالزمة إلنجاح املشروع وفي هذه الحالة البد من إطالق أنشطة المؤسسة بشكل تدريجي وذلك لتدنية تكاليف الأخطاء والانحرافات. الانشاء عن طريق الامتياز franchise) (la يعتبر فكرة جيدة في هذه الحالة.

 

   انشاء اإلبداعالابتكار:

في هذه الحالة كثافة التغيير للمقاول ضعيفة ولكن التجديد كبير بالنسبة للمحيط الاقتصادي بمعنى أن منش ئ المؤسسة ينطلق في خلق مؤسسته انطلاقا من طريقة عمل أو منتوج جديد يمتلك الكفاءة والمعرفة االلازمة له. خبرة ومسار المقاول تعطيه السبق في كونه الوحيد أو من القلائل الذين بإمكانهم اغتنام نوع معين من الفرص، في هذه

الحالة عدم التأكد يكمن من جهة في سرعة إقحام ابتكاره في محيطه تقبل وتثمين المنتج/الخدمة الجديد من طرف الزبائن) ومن جهة أخرى المخاطر من الناحية التقنية والصناعية للمشروع. يلقى هذا النوع من الانشاء تشجيعا كبيرا في الآونة الأخيرة كونه يمكن من نقل البحوث العلمية إلى أنشطة جديدة حالقة للثروة ومناصب الشغل.

 

الابتكار:

اقترن مفهوم المقاولاتية باالبتكار منذ أن أثار الاقتصادي جوزف شيومبتر Schumpeter) (Joseph فكرة التدمير الخالق créative) destruction (la والتي تميز الابتكار. إن الفكرة التي تحتويها هذه العبارة هي كون بزوغ مؤسسات جديدة إعطاء ميالد أنشطة مبتكرة تؤدي بالضرورة إلى زوال مؤسسات أخرى موجودة ال يصبح  بإمكانها مجابهة والتكيف مع المنتوجات والخدمات الجديدة. بالنسبة لشيومبتر فإن محرك عملية التدمير الخالق هو إيجاد الفرص التي تراها المؤسسات الجديدة حاليا وتطوير مفاهيم وتكنولوجيات اقتصادية جديدة (

وبالتالي تعتبر وظيفة الابتكار جدا وتجعل من المقاول عاملا مهما للتطور الاقتصادي بحيث البد على المقاولين أن يبحثوا عن مصادر الابتكار والتغييرات والمعلومات ذات الصلة بالفرص الخالقة كما يفترض أن يكونوا المقاولين على دراية بكيفية وضع الابتكارات حيز التطبيق بما يكفل الرفع من احتمال النجاح. فالتغير هو معيار اعتيادي للمقاول يذهب إليه، يتعامل معه ويستغله كفرصة. إن الاقتصاديين الذين يعتبرون الابتكار أهم وظيفة يمارسها الملقاول يجمعون أن مرتكزات الابتكار هي:

الغير متوقع حزينl’imprévu) النجاح، الفشل، الأحداث الغير منتظرة؛

التناقض بين الواقع وما يجب أن يكون؛

الاحتياجات الهيكلية المستديمة؛

التغير الذي يمس هيكل الصناعة والسوق؛

التغيرات الديمغرافية؛

 المعارف العلمية الجديدة.

والأمثلة على المؤسسات الجديدة المبتكرة كثيرة فنجد شركة آبل (Apple) مع صاحبها ستيف جوبز (Steve

Jobs) في مجال اإلعالم اآللي ونجد فورد (Ford) مع صاحبها أونري فورد Ford) (Henry الذي أدرج بنجاح مبادئ التنظيم العلمي للعمل لتايلور في إنتاج السيارات scientifique) l’organisation de .(Principes واألمثلة كثيرة عن المؤسسات المبتكرة: قوقل (Google)، فايسبوك (Facebook) وغيرها التي خلقت قطاعات جديدة لم تكن موجودة من قبل.

خلق مناصب الشغل:

في الدول الصناعية ومنذ السبعينات ظهر إنشاء المؤسسات كمورد لخلق مناصب الشغل والقضاء على البطالة بحيث تشير األرقام إلى أن المقاولاتية هي عنصر أساس ي وجوهري في خلق الثروة ومناصب العمل ويبقى الاشكال في تحديد مفهوم "منصب العمل"، هل هو منصب العمل المباشر أو غير المباشر؟ الذي تم خلقه أو تأمينه من الزوال؟ وظيفة لدوام كامل أو بدوام جزئي؟ مهما كان نوعه فإن المقاولاتية ساهمت في التخفيض من مشكل البطالة.