مقدمة: قبل تحديد مراحل إنشاء مؤسسة البد من اإلشارة إلى أن هذه العملية لها عدة خصائص نوردها في ما يلي:

- هي عملية غير خطية ويمكن اعتبارها دورانية مزودة  بموارد غير كافية تماما مقارنة بالمتطلبات والتي تفرض السير المتدرج خطوة بخطوة. - مقسمة إلى مراحل لكل منها منطق ووثيرة مختلفة بحيث كل مرحلة تبدأ بانطلاقة تترجم بالتزام قوي للفرد أو المجموعة وتخرج بنتائج.

مراحل إنشاء مؤسسة هي:

                تقييم الفرصة وتصميم وصياغة المشروع

- التركيب القانوني وتمويل المشروع

- انطلاق الأنشطة

سوف نتناول كل مرحلة بشكل مختصر ألننا سنعود لها بالدراسة والتحليل في شكل دروس مستقلة لكل مرحلة.

 

.2 تقييم الفرصة:

إن تحويل فكرة إلى فرصة إنشاء واقعية تحتاج إلى تحديد دقيق جدا للفكرة: ما الذي نريد تسويقه؟ ملن سنبيع؟ ما هي القيمة التي ممكن أن يأتي بها المنتوج؟ هذه هي الأسئلة الأولوية التي البد من دراستها على وجه الأولوية.

ومن أجل الإجابة عن هذه الأسئلة البد من البحث عن المعلومات، جمع آراء ونصائح الخبراء، اختبار الفكرة وتحليل القيود المحتملة للمشروع. في هذه املرحلة من الضروري تقديم أرقام كمثال: رقم الأعمال المتوقع، عدد الأفراد، نوع ومستوى الكفاءات، الوسائل ورؤوس الأموال اللازمة. وإذا ظهر عدم تناسق بين متطلبات المشروع وإمكانيات منش ئ المؤسسة البد من إعادة النظر في المشروع. وفي هذه المرحلة البد على

المقاول أن يمتلك بعض الكفاءات المفتاحية وهي كالآتي:

- له قدر من الإبداع يمكنه من الانتقال من الفكرة الأولية إلى فرصة جيدة.

- التحكم في بعض المفاهيم والأدوات التسويقية لإنجاح المرور من الفكرة إلى المنتوج أو الخدمة.

- حسن اختيار الفرص التي تقاوم الزمن والمنافسة مما يؤدي إلى الميزة التنافسية المستدامة. - تحليل الوضعية والمقاربة الكلية هي أدوات فعالة إنجاز عملية التقييم. وفي بعض الحالات وبالخصوص في المشاريع الابتكاررية فإن تقييم الفرصة يمر بمراحل بحث وتطوير، نمذجة واختبارات للتأكد من إمكانية

تجسيد المفهوم النموذج.

 

تصميم وصياغة مشروع اإلنشاء:

بعد تحديد الفرصة والخطوط العريضة للمشروع البد من الانتقال من الفرصة إلى نشاط اقتصادي مربح. في

هذه املرحلة البد من القيام بعدة دراسات: دراسة السوق، الدراسة الصناعية، الدراسة المالية والدراسة القانونية. 

 

كل هذه الدراسات من شأنها تقديم إجابات للأسئلة المطروحة المتعلقة بتشكيل العرض، الاستراتيجية ومخطط

الأعمال. هذه الدراسات من شأنها أيضا تحديد تموقع المشروع، حجمه وتشكيل استراتيجية فعالة.

 

 تموقع املشروع:

إن تموقع المشروع يعتمد على التقاطع بين أهداف املنش ئ من جهة وموارده وكفاءاته واحتمالات المحيط والبيئة الاقتصادية من جهة أخرى. وعليه البد على منش ئ المؤسسة أن يكون قادرا على تحديد بيئته، نقاط القوة والقيود والمخارج الممكنة.

هيكلة المشروع:

إن هيكلة المشروع تفترض في بعض الحالات إنشاء فريق متكامل ومتوافق من حيث الشخصية والتحفيز

كما تفرض هيكلة المشروع تحديد إلى أي مدى تمكن املوارد المتاحة من انطلاق جيد للمشروع وأنشطته.

هذه املوارد ال تقتصر فقط على املوارد المالية وإنما كذلك املوارد التكنولوجية، الصناعية والتجارية.

وضع استراتيجية فعالة: البد أن يحتوي مخطط الأعمال على استراتيجية الانطلاق واستراتيجية النمو بحيث تشرح هاتين الأخيرتين وبدقة تموقع المؤسسة، توجهها ومهنتها والفائدة بالنسبة للزبون. البد أن تبين الاستراتيجية

كذلك درجة التنسيق بين عوامل النجاح المفتاحية ومراقبتها والتحكم فيها من قبل المؤسسة وذلك من

خالل الكفاءات واملوارد.

التركيب القانوني:

إن الجانب القانوني مهم جدا حيث أن اختيار الشكل القانوني له تبعات اجتماعية وجبائيه على المنشئ وعائلته كما البد من اختيار الشكل القانوني للمؤسسة بما يتوافق والإطار الاستراتيجي، املالي والبشري. والتركيب القانوني ال ينحصر فقط في الشكل القانوني للمؤسسة بل من شأنه تأمين، قدر المستطاع، العالقات مع الشركاء: العمال، المستثمرين، املوردين، المتناولين. وبالنسبة للمؤسسات المبتكرة البد من التحكم في تقنيات حماية وتثمين الابتكار والمعارف الغير ملموسة.

تمويل املشروع:

التمويل هو نقطة حرجة في حياة املشروع بحيث عليه يتم الاعتماد في انطلاق وتطوير الأنشطة. البد من إقناع المستثمرين بفرصة وإمكانية المشروع. ومخطط الأعمال يعتبر وسيلة لذلك وفي هذا السياق البد أن يكون صاحب المشروع متمكنا في مجاله وقادرا على الإجابة على جميع الأسئلة التي يطرحها الشركاء الماليونن المحتملونن. إن البحث عن التمويل هو عملية قد تأخذ وقتا وذلك حسب أهمية الاحتياجات وتعقيد الملف.

 

إن إطالق األنشطة يكون بمجرد إنطالق املؤسسة وعليه البد من تجسيد كل االلتزامات من طرف منش ئ املؤسسة وشركائه. من الناحية القانونية فإن ملف إنشاء املؤسسة البد أن يكون مكتمال، من الناحية املالية فإن األرصدة البنكية الجارية تكون مفتوحة وبها املوارد املالية املطلوبة لإلنطالق، املساهمات في رأس

املال والقروض البنكية هي األخرى البد أن تكون موجودة.

هنا تنطلق األنشطة التجارية، الصناعية واللوجيستية دون انتظار والبد من الحصول في أقرب وقت على

طلبيات commandes) (des وبدء اإلنتاج. هذه املرحلة تنطلق من االنشاء القانوني للمؤسسة وإلى غاية بلوغ نقطة التوازن أو عتبة املردودية للمؤسسة أين تكون التكاليف مساوية تماما لرقم األعمال. في بعض األحيان قد يتطلب األمر سنوات من العمل ما يتطلب متابعة مستمرة لألعمال وتطبيق قواعد تسيير صارمة نستطيع تلخيصها بمراقبة والتحكم في األسعار (سعر التكلفة revient de prix )le، مراقبة مستويات املخزون، إدارة الجودة. والهدف األساس ي هنا هو تفادي الفوارق املهمة واالنحرافات بين اإلنجازات والتوقعات وفي حالة ما تكون انحرافات

ال يمكن تفاديها البد من إقحام إجراءات تصحيحية. إلنجاح انطالق األنشطة البد من:

- البحث عن الزبائن والطلبيات؛

- امتالك لوحة قيادة مع مؤشرات لقيادة املؤسسة الناشئة؛

- االستخدام الجيد للموارد،

- تصحيح االستراتيجية كلما اقتض ى األمر ذلك.