مقدمة:

لوقت طويل ظل المقاول يقدم على أنه ذلك الشخص المتعدد الكفاءات (polyvalent)، الموهوب، المتحمس جدا للعمل والذي بفضل مجهوداته الفردية يستحق أن يرتقي اجتماعيا ويمتلك الثروة .(Self-made-man) إلا أن الدراسات والأبحاث الحديثة دعت إلى إعادة النظر في هذه الفكرة حيث أنه ومن خلال التحليل والفحص الدقيق لقصص المؤسسات عند نشأتها يتضح أن الفعل المقاوالتية هو فعل جماعي يتم من خلاله اجتماع مجموعة من

الأشخاص ضمن شبكة عالقات شخصية (أصدقاء، إخوة )... أو مهنية ( شركاء، متعاونين، مستشارين، موردين .)... والأمثلة على ذلك كثيرة بحيث نجد أن عديد المؤسسات الكبرى الآن تم إنشاؤها من طرف مجموعة أو فرقة من الأشخاص مثال: Michelin Edouard et André، Mercedes-Benz، Rolls Charles et Royce Henry، et Guliana Benetton .Luciano ونجد بالرغم ما يقال عن Jobs Steve إال أنه أطلق شركة Apple مع Wozniak Steve و

Wayne .Ronald ولكن السؤال الذي يطرح: ما املقصود باملقاولة الجماعية؟ علما أن الأفكار تأتي في غالب الأحيان بطريقة غير رسمية، متى نعتبر أن هناك مقاولتيه جماعية أو فرقة مقاولة entrepreneuriale) (équipe؟ هل المشروع هو فعال جماعي أو يحمله أحد أعضاء الفرقة فقط؟ ما هي دوافع العمل في فرقة مقاوالتية؟ هل الجمع بين كفاءات مختلفة

متكاملة يضاعف فرص النجاح؟ هل الرؤى واآلراء المختلفة لأعضاء الفرقة ال تؤثر على عملية اتخذ القرار؟

 

.2 مفهوم الفرقة المقاوالتية:

بالرغم من عدم وجود تعريف موحد للفرقة املقاوالتية إال أنه نقول عن مجموعة أشخاص أنهم يشكلون فرقة مقاولاتية عندما يتجندون حول مشروع إنشاء مؤسسة بحيث يكون هذا التجند بطريقة دائمة وطوعية ويخصص الأفراد التابعون للفرقة جل نشاطهم المنهي ومواردهم المالية للمشروع بحيث يتم تقاسم أنشطة المشروع بينهم ويتم اتخاذ القرارات جماعيا. بعد الإنشاء الفعلي تصبح الفرقة املقاوالتية هي المالكة للمؤسسة بحيث تمتلك مزايا خصوصية تجعلها

مختلفة عن فرقة التسيير العادية classique) dirigeante (l’équipe حيث أنها تعرف كيف تحدد وتستغل الفرص،

تعمل بكثافة، تنسق مصالح وأنشطة المؤسسة ولها قدرات تقنية عالية في مجال نشاط المؤسسة.

يتقاسم أعضاء الفرقة املقاوالتية المسؤوليات والعواقب التي قد تنجر عن قراراتهم الاستراتيجية.

 

.0 فوائد اإلنشاء الجماعي للمؤسسة

في أغلب حالات الإنشاء الجماعي للمؤسسة فإن فكرة الإنطاق تأتي من شخص واحد وهو الذي يبحث بعد ذلك عن شركاء. وفي حالات ناذره تأتي فكرة المشروع من جماعة أشخاص جاءتهم الفكرة في نفس الوقت أو كانت ليهم رغبة مسبقة في إنشاء مؤسسة مشتركة وكانوا يبحثون عن فرصة تجمعهم. وفي كلتا الحالتين السابقتين توجد

ثالثة أسباب تدفع إلى الشراكة (تشكيل فرقة مقاوالتيةمبتسم

 

 حاجة المشروع للموارد المالية في حالة ما إذا كانت مساهمة إضافية في رأس املال ضرورية إضافة إلى املوارد األولية لصاحب املشروع بهدف املحافظة على مراقبة

المشروع تجاه المساهمين الخارجيين.

 

هذا السبب شائع في حالة املشاريع ذات المحتويات


الحاجة إلى الكفاءات أو شبكات الأعمال:

 

التكنولوجية وفي حالة ما إذا احتاج المشروع فقط مساهمة عملية d’œuvre) mains (apport بدون المشاركة في اتخاذ القرارات الاستراتيجية فإن صاحب المشروع يوظف عمال في المجال دون اللجوء إلى شركاء.

الحاجة إلى الإبداع  في مجال النشاط: في هذه الحالة البد من توافر ثقة كبيرة بين أعضاء الفرقة بحيث

يعتمد الإبداع على اتحادهم والعمل المشترك بينهم.

ولقد أظهرت الدراسات أن المؤسسات التي أنشأت من قبل فرق، كانت لها معدلات إبداع واستمرارية أكبر من نظيراتها

وبالخصوص في المجالات التكنولوجية.

 

.3 منطق الشراكة بين أعضاء الفرقة املقاوالتية:

هناك منطقين أساسيين:

منطق آلي من خلاله يكتشف شخص فرصة سانحة إنشاء مؤسسة

ويبحث عن رفقاء يدعمونه بموارد مكملة في مجال الكفاءات ورأس املال حتى تتحول هذه الفرصة مؤسسة، ما يميز هذا المنطق هو كون الرفقاء هم أشخاص تم التعرف عليهم حديثا ال تربطهم عالقات

وطيدة وقديمة بصاحب المشروع.

منطق إنساني من خلاله تقوم مجموعة من الأشخاص تربطهم عالقات قوية وقديمة (دراسة مشتركة، قرابة، صداقة) بخلق مؤسسة سواء من فكرة تمت بلورتها جماعيا أو فقط بالبحث عن فرصة تجمعهم ضمن مؤسسة واحدة مشتركة. وفي هذه الحالة يكون

التنسيق والثقة أكبر وهو ما يجسد فعال مفهوم "املقاوالتية الجماعية."

 

.4 مفهوم القيادة في الفرقة املقاوالتية:

كما في جميع المجموعات البشرية ذات الطابع الإنتاجي، فإن الفرقة املقاوالتية ال تكون فعالة إلا إذا كانت منظمة بطريقة جيدة بحيث تتصرف كشخص واحد وهنا يدخل مفهوم القيادة داخل المجموعة. عندما تأتي الفكرة في البداية من شخص واحد فإن هذا الشخص هو من يقود الرفقاء بعد ذلك ويؤطر الطموح والرغبة المشتركة ويكون هو الأحق في نظرهم (الرفقاء) للقيام بهذا الدور. وحتى لو لم يكن ذات الشخص فإن العمل المشترك سيظهر حتما قائدا من بين المجموعة نظرا لآرائه وقدرته على الإقناع وغيرها من الخصائص. وفي العموم

توجد ثالثة نماذج للقيادة في الفرق املقاوالتية:

 

 نموذج القائد leader) à modèle حزينle وفيه يقوم حامل المشروع بالتعاون مع رفيق في إطار منطق آلي

بهدف تشكيل فرقة مقاولتيه. وقد تستمر المؤسسة بوجود جميع الرفقاء كما قد يستحوذ صاحب املشروع

بعد مدة على المؤسسة من خلال شراء حصص اآلخرين.

نموذج الفرقة البؤرية focal) groupe à modèle حزينle أين شخص أو أكثر يجتمعان ضمن منطق

(إنساني) من أجل استغلال فكرة أو فرصة ألحدهما ثم يبحثان بعد ذلك عن شركاء (منطق آلي.)

النموذج دون قائد leader) sans modèle حزينle في هذه الحالة يتفق شخصين أو أكثر تربطهم عالقات

قوية (منطق إنساني) إنشاء مؤسسة ويتقاسمان المهام بينهما إلا أنه عادة ما يفشل هذا النوع من المقاولات.

 

.5 عوامل نجاح المقاوالتية الجماعية:

هناك مجموعة عوامل نوردها فيما يلي:

التكامل بين الكفاءات: ينصح بعدم الشراكة بين الأشخاص ذوي نفس الكفاءات ألنه في غالب الأحيان تقع

مواجهة (confrontation) بين ذوي نفس الاختصاص في حين يحتاج إنشاء مؤسسة إلى معارف في مجالات

عديدة ومتكاملة ما يتيح تبادل وتقاسم المعارف.

التكامل بين الشبكات: إن الشراكة بين الأشخاص قد تؤدي إلى اتحاد شبكات العالقات بينهم ما يؤدي إلى

نشوء شبكة أكبر وأوسع وغالبا ما تختلف الشبكات عندما يخرج الأشخاص من مسارات وتخصصات

مختلفة وهو ما يعزز فكرة التكامل بين الكفاءات.

التكامل بين التوجهات: إن التكامل في التوجهات يؤدي إلى التوازن ضمن املجموعة فنجد املتسرع مع

املتريث، املتفائل واملتشائم وغيرها.

 مفهوم الكفاءة الجماعية collective) حزينcompétence إن الكفاءة الجماعية ضرورية لالستفادة من التكامالت السابقة ويمكن تعريفها على أنها: مجموعة املعارف املوجودة في فرقة عمل، تمزج املوارد الداخلية لكل عضو باملوارد الخارجية لكل عضو وتخلق كفاءات جديدة أكبر synergie) de (effet ولتحقيق ذلك البد