يعتبر الاتصال عملية يتم بواسطتها تبادل مختلف الرسائل بين المرسل والمرسل إليه تربطهم علاقات مختلفة ضمن مسارات ومستويات متعددة، ويكتسي الاتصال أهمية بالغة ودوره الفعال في المؤسسة مهما كانت طبيعة نشاطها، فهي تحتاج دائما وباستمرار إلى وجود عملية اتصالية يتم من خلالها نقل واستقبال المعلومات سواء أكان ذلك في التواصل مع الجمهور الداخلي (البيئة الداخلية للمؤسسة) أو الجمهور الخارجي (البيئة الخارجية للمؤسسة)، وتكمن أهمية الاتصال بشكل واضح في إدارة الأعمال، حيث وجود نظام اتصال سليم وفعال في الإدارة يعطي فرصة أكبر لاتخاذ القرارات الصائبة المرهونة بمسار واستمرار المؤسسة وإعطاء الحلول المناسبة لأي موقف أو مشكلة قد تواجه المؤسسة. ويعتمد النشاط الإداري للمؤسسات في ممارسة عملية الاتصال على الوسائل الكتابية والدعائم الورقية للحفاظ على آثار أعمالها وإضفاء الثقة والمصداقية في تعاملاتها، وذلك راجع لاعتبارات قانونية وتنظيمية متعارف عليها ضمن الأنظمة الإدارية المختلفة والتي تسمى ب "التحرير الإداري". إن تحرير الوثائق الإدارية بمختلف صيغها، سواء تعلق ذلك بتبليغ المعلومات (رسائل إدارية، تقارير، استدعاء...) أو من خلال إصدار توجيهات (مذكرات، تعليمات، مناشير......) أو عملية خلق وضعيات قانونية (قرارات، مقررات......)، كل هذا وما تبقى من مختلف الوثائق الإدارية يتطلب تحرير هذه الأخيرة مراعاة جملة من المبادئ والقواعد والشروط اللازمة والمعبرة عن طبيعة المرفق الإداري والمندمجة ضمن معيار ونظام يحدد العلاقات بين مختلف المصالح والوحدات الإدارية.