ليس من الشك في أنّ سنة 1830م هي نقطة تحوّل كبرى في تــــــاريخ الجزائر الحديثة فقد كان حادث احتلال الجيش الفرنسي لمدينة الجزائر صدمة عنيفة هزّت نفوس الجزائريين الأحرار من الأعماق، بل هزّت نفوس المغاربيين جميعا حيث وجد لهذا الاحتلال صدى في الشعر الاونسي وشعر المغرب الأقصى يومئذ عما كتبه أدباء الجزائر وشعراؤها أمثال: حمدان بن عثمان خوجة، ومحمد بن الشاهد، وقدور بن رويلة، والأمير عبد القادر وآخرون، فظهر في كتابات هؤلاء جميعا الشعور القومي الوطني التحرّري ربّما لأول مرّة في تاريخ الثقافة الجزائرية طافحا بالآلام ومرارة الهزيمة أمّا جيش الغزاة الذي إكتسح البلاد وأذّل الرقاب وأتى على كلّ شيء جميل ونفيس فاغتصبه ودمّر الباقي، كما امتّدت يده الآثمة إلى المقدّسات فاعتدى على المساجد والقبور، حتّى صار المواطن ابن الجزائر الحرّة يتمنى الموت قبل أن يشاهد مثل هذه الهزيمة كما عبّر عنها الشاعر ابن الشاهد في حينه:
أموت وما تدري البواكي بقصتي
وكيف يطيب العيس والأنس في الكفر.
فيا عين جودي بالدموع سماحة
ويـــــا حزن شيّد فـــي الفؤاد ولا تسر.
- Enseignant: youcef bekkouche